“الإخوان المسلمون في الخليج.. مآلات المستقبل”، كتاب جديد للباحث والنشاط السياسي السعودي د. فؤاد إبراهيم.
يجتهد إبراهيم في تقديم قراءة مزدوجة لتجربة الإخوان المسلمين في الخليج والجزيرة العربية. أي التعامل مع الحالة الإخوانية في كل بلد خليجي بكونها مستقلة، وذات سمات خاصة، وفرادة إلى حد ما لناحية ظروف تطوّرها.
ومن جهة ثانية، قراءة الظاهرة الإخوانية الخليجية، على أساس انولادها وترعرعها في نطاق جغرافي، وثقافي، وسياسي مشترك.
صدر الكتاب عن مركز البحرين للدراسات في لندن، ودار كيتوس للثقافة والنشر، توزيع دارة المودة.
وبحسب المؤلف، تعود جذور جماعة “الإخوان المسلمين” في الجزيرة العربية الى المرحلة المبكرة من عمر الجماعة في بلد المنشأ، مصر، حين جاء الشيخ حسن البنا، المؤسس والمرشد العام، الى الحجاز في ثلاثينيات القرن الماضي.
في مكة المكرّمة، كان يلتقي البنا خلال مواسم الحج بقادة ورؤساء الوفود من مناطق متفرقة من الجزيرة العربية، ومن خارجها أيضاً، تبشيراً بفكرته، واستدراجاً للدعم الرسمي والشعبي، وطلباً لفتح فروع ومكاتب للجماعة في هذه المناطق.
ومما ساعد على رواج المشروع الإخواني، تشرّب الطلاّب ورجال الأعمال الخليجيين الذين زاروا مصر في الأربعينيات لأفكار الجماعة، وسيّلوها في مشاريع حركية ودعوية في أوطانهم. فكانت شبكة جمعيات الاصلاح الإجتماعي في الخليج، ماعدا السعودية، المداميك الأولى لمشروع متعدد الوظائف، ليس الكوني مغفولاً عنه فيها، حيث شكّلت بلدان الخليج المنصّة الأولى لإطلاق المشروع الأممي للإخوان، جنباً إلى جنب المشاريع المحلية.
وبرغم تفرّد كل بلد من بلدان الجزيرة العربية برواية خاصة حول البداية الفعلية لنشاط الجماعة، وطبيعة التشكيلات الحركية بحسب أوضاع كل بلد، فإن دول مجلس التعاون الخليجي شكّلت نطاقاً جغرافياً موحّداً، من حيث السمات المشتركة لتنظيمات الاخوان المسلمين فيها، فواعلها الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومشروعاتها، والى حد كبير مآلاتها.