العميد إسماعيل حسن الحسني
خبير استراتيجي عسكري، صنعاء
مركز البحرين للدراسات
(يأسف مركز البحرين للدراسات لسقوط ضحايا في أوساط الجنود البحرينيين، ويقدم التعازي لعوائلهم. المحرر)
- المقدمة
- المساهمة المعنوية والعملية
- الموقف الشعبي من الحرب
- موقف المعارضة من الحرب
- فعالية جيش البحرين وخسائره
- مغادرة جيش البحرين والعودة الثانية
- المراجع
- المقدمة
عند الحديث عن العدوان الذي مازال يتعرض له الشعب اليمني، منذ عامين ونيف حتى اللحظة، فإن من الأصوب ومن العدالة أيضا أن نتحدث عن أنظمة تشارك في هذا العدوان دون أن يكون لشعوبها خيار فيما تقوم به أنظمتها، فقد تكون تلك الشعوب غير راضية عما يحدث، لكنها تبدو منهكة بسبب معاناتها المزمنة التي فرضتها قوى الإستعمار بواسطة سياستها الخبيثة التي تلخصها “نظرية الصدمة”[1].ونجد أن من الإنصاف أن نتحدث عن أنظمة هي من يستحق أن نوجه لها أصابع الاتهام، ليس بخصوص ما يحدث في اليمن فحسب، إنما بسبب ما يحدث في كل الوطن العربي والعالم الإسلامي كافة.النظام البحريني كغيره من الأنظمة التي تورطت في العدوان على الجمهورية اليمنية تحت راية ما أطلق عليه “التحالف العربي”.وعند دراسة وتحليل المشاركة الحقيقية لكل نظام، نجد أن هناك أجواء غير شفافة حجبت تفاصيل مشاركة كل نظام. ذلك لا ينفي حقيقة المشاركة ولو الرمزية كما أراد الرأس المدبر للعدوان بغرض توسيع دائرة الاتهام وتخفيف المسؤولية عن الكيانات المعتدية المباشرة، وكذلك لصرف الأنظار عن الرؤوس الكبيرة التي تدير سيناريو العدوان[2].النظام البحريني بارك “عاصفة الحزم” التي انطلقت بتاريخ 25 مارس 2015، ثم شارك فيما أطلق عليه “إعادة الأمل” بتاريخ 21 ابريل من نفس العام. تأتي هذه المشاركة رغم أن هذا النظام يعيش تحت حماية النظام السعودي ويستمد منه مسوغات استمراره بالقوة العسكرية التي منعت سقوطه أمام الثورة الشعبية التي كادت أن تعصف به عام 2011 وما بعده من أعوام لولا التدخل العسكري السعودي المستمر.
- المساهمة المعنوية والعملية
ساهمت حكومة البحرين مساهمة معنوية علنية بتأييد العدوان على اليمن، وكذلك قدت مساهمة عملية مباشرة بإرسال قوات عسكرية مزودة بكامل عتادها العسكري من عربات مقاتلة ومدرعات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة.يبدو أن الدفعة الأولى من القوات البحرينية قد وصلت إلى الحدود السعودية اليمنية بحلول الأشهر الأولى للعدوان. ومن هذه القوات ما تمركز في “جيزان”، وكان لها قاعدة عسكرية على الحدود وقد جاء لزيارة هذه القاعدة نجل الملك البحريني[3]. ومن هذه القوات ما توجه عبر منفذ الوديعة وصولا إلى منطقة “صافر” بمحافظة “مأرب” وهي القوة التي تم استهدافها ضمن القوات المتواجدة في المنطقة بصاروخ “توشكا”.في18 نوفمبر 2015، تم الإعلان عن وصول ثاني دفعة من القوات البحرينية، تقدر بـ 200 مقاتل، إلى ميناء عدن[4]، على متن الفرقاطة البحرينية “صبحا”[5] ضمن قوات خليجية أخرى.ومن عدن تحركت هذه القوات إلى باب المندب. وفي روايات أن قوة سعودية استقبلتها ثم توجهتا معا إلى أحد المعسكرات[6].
- الموقف الشعبي من الحرب
أظهرت قطاعات واسعة من شعب البحرين شجاعة وإقداما لم تسجل في العديد من الدول العربية الأخرى، وذلك بالخروج إلى الشارع والتعبير عن رفضهم العدوان على اليمن كما أعلنوا تأييدهم للشعب اليمني.وكان من أبرز تلك الفعاليات ما نظمته “نسوة البحرين”[7]، وهو في الحقيقة موقف لم يسجل في العديد من الدولة العربية الأخرى مه الأسف الشديد.وقد كان للعديد من فئات شعب البحرين مواقف مبكرة[8] عبرت فيها عن رفضها للعدوان على اليمن، وكان ذلك في الأيام الأولى للعدوان وبالتحديد بعد يومين من العدوان. حيث خرجت مظاهرات رمزية رافعة صور قائد الثورة قائد المسيرة السيد عبدالملك الحوثي[9]. تأتي تلك الفعاليات الثورية العروبية المتميزة رغم التهديد المستمر والجاد من وزارة الداخلية، وما تمارسه من قمع تجاه الشعب البحريني الأصيل الذي أظهر ومازال يظهر شجاعة ونخوة وغيرة تكاد تكون معدومة لدى شعوب عربية أخرى.
- موقف المعارضة من الحرب
المعارضة البحرينية كانت منذ وقت مبكر ومازالت تتبنى مواقف قومية ثابتة ودينية قويمة. وهي بذلك تعبر عن نبض الشارع البحريني وتترجم طموحاته، وترفض التدخل الخارجي في شؤون وطنهم كما ترفض تدخل نظامهم الحاكم في شؤون الدول الشقيقة وفي مقدمتها “اليمن” وتطالب بوقف العدوان الذي تعاني منه على مدى عامين ونيف[10]. ولا أدل على ذلك ما تعلنه المعارضة صراحة سواء من داخل وطنهم البحرين أو من خلال ممثليهم في الخارج، ومن ذلك ما أعلنته حركة أحرار البحرين قبل أيام من العاصمة البريطانية والتي عبرت فيه عن رفضها لممارسات النظام الحاكم والإنتهاكات التي يتعرض لها أبناء “العوامية” من قبل النظام السعودي وكذلك رفضهم لاستمرار العدوان على “اليمن”.ويقضي الأمين العام السابق للتجمع الوحدي فاضل عباس حكما بالسجن خمس سنوات لانتقاده المشاركة البحرينية في العدوان على اليمن[11].
- فعالية جيش البحرين وخسائره
تعرضت القوات البحرينية لخسائر بشرية ولوجستية كبيرة فور وصولها إلى الأراضي اليمنية. ففي محافظة مأرب اليمنية كان عدد من أفراد وضباط القوات البحرينية متواجدة ضمن قوات خليجية وعربية أخرى كانت متواجدة في موقع عسكري في منطقة “صافر” خصص لتجميع القوات حين تفاجأت هذه القوات بصاروخ “توشكا” في يوم الجمعة الموافق4 سبتمبر2015 يضرب المعسكر ويحدث دمار كبيرا ويقضي على عدد كبير من المتواجدين في المعسكر من بينهم 5 جنود بحرينيين[12].وفي 29 ديسمبر 2015 أعلن الجيش البحريني عن مقتل ثلاثة من عناصره على الحدود السعودية اليمنية[13]، دون أن يذكر ظروف مقتلهم، إلا أن مواقع اخبارية أعلنت عن أن مقتلهم كان نتيجة “حادث بالحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية”[14].
المغادرة والعودة الثانية
أثبتت التجارب الميدانية أن جيش النظام البحريني لم يكن قادرا على حماية نظامه الحاكم في بلاده، وفشل في مواجهة الإرادة الشعبية البحرينية ما دفع النظام إلى الإستعانة بقوات النظام السعودي لقمع أهل البحرين. وبالتالي فإن منطق القول يؤكد بأن الجيش الذي يفشل على أرضه لا يمكن أن يحقق انتصار على أرض غيره.من خلال قراءة الأحداث على الساحة الميدانية، يتبين أن القوات البحرينية المشاركة في العدوان على اليمن لم تكن غير قوة رمزية، وهذا كما سبق أن أسلفنا لا يعفي النظام من مشاركته في تدمير اليمن وقتل أبنائه.بهذه المساهمة حاول النظام البحريني أن يرضي المتحكمين في قراره، لكنه كان في نفس الوقت يخشى مزيدا من السخط الشعبي.لهذا فقد تم الإعلان أكثر من مرة[15] عن سحب القوات البحرينية من اليمن وكان ذلك بتاريخ 20 ابريل 2016، ثم في 15 اغسطس 2016 ، وتم الإعلان عن سحب القوات البحرينية بحجة أنها حسب تصريح ملك البحرين حمد بن عيسى “أنهت واجبها هناك”[16].ولا يفاجأنا أن نجد خبرا آخر بتاريخ 19 فبراير 2017 يتحدث عن عودة مجموعة من أفراد القوات البحرينية في اليمن إلى المنامة[17].وهذا ربما يترجم حالة التخبط التي تعيشها الحكومة البحرينية التي تبدو أنها كانا قد قررا سحب قواتها من اليمن نتيجة ضراوة المعارك التي شاهدها جنودها في مناطق مختلفة من اليمن، لكن النظام تراجع عن قراره بسحب جنوده خوفا من سخط السعودية.
المراجع:
- http://www.unitedna.net/showsubject.aspx?id=9842
- http://www.alalam.ir/news/1745529
- http://www.alalam.ir/news/1714140
- http://www.skynewsarabia.com/web/article/792168/مع
- http://almawqea.net/news.php?id=4532
- http://m.khabaragency.net/last-43513-?page=8
- http://www.manamapost.com/news.php?name=2017032459
- http://www.althawranews.net/archives/114113?article
- http://archive.almanar.com.lb/article.php?id=1154855
- https://www.tasnimnews.com/ar/news/2016/10/10/1209246/المعارضة–البحرینیة–تطالب–بوقف–العدوان–على–الیمن–والانسحاب–من–البحرین
- http://www.adhrb.org/ar/2016/06/فاضل-عباس/
- http://bahrainmirror.com/news/26132.html
- http://bhmirror.myftp.biz/news/28362.html
- http://adengd.net/news/186936/
- http://almawqea.net/news.php?id=4532#.WWZATMTRXQA
- http://www.almrasel.net/?p=6567
- http://m.youm7.com/story/2017/2/19/عودة–عدد–من–القوات–البحرينية–المشاركة–فى–التحالف–العربى–باليمن/3110049
جميع الحقوق محفوظة لـ مركز البحرين للدراسات في لندن
الآراء تعبر عن رأي كتابها، وليس بالضرورة عن موقف المركز..